كان لي زيارة الي ذلك الرجل الحكيم الذى تجاوز العقد الثامن من العمر ولكن لازال يحظى بثقة رواده
ومحبية لما يتمتع من فهم عميق لحالات كسور ورضوض العظام
بل هو فنان بما تحمله تلك المعنى من كلمة ويفوق على أمهر الأطباء المجبير في البلاد !
يستقبل المراجعين في منزل قديم في منطقة الفحاحيل - الكويت من بعد صلاة العصر الى أن ينتهي عدد المراجعين .
عندما كسرت يد الماما ما كان من الروتين الحكومي الا أن يقوم بجبرها من الكف الي أعلى الساعد!
مع عدم مراعاة ما يحمله ذلك الجبس من ألم وضيق وثقل لصاحبه بالاضافة عدم التمكن من التشخيص السليم للحالة
ولكن جميع الحالات تعامل بأنها كسر ولا غير الا الكسر ولابد من ذلك الجبر!
ولكن الحال يختلف لدي ذلك الرجل حيث يقوم فاحصا للأشعة وأخذ رأى معاونه على أو محمود ذو الجنسية الهندية
ليتأكد من صحة الحالة هل هى كسر أو رضه عابرة !
أو العبث بها وتتم المراجعة بعد أسبوع أو عشرة أيام وتنتهي المعاناة .
فما يكون منك الا أن تشكر مجهوده الطيب لذلك التشخيص المريح المقنع فتجبر خاطره بمدية يدك الكريمة
بمبلغ زهيد يرضى به !
ما أثار فكري بتواجدي بذلك المكان أكثر من أمر :
كم عدد الرجال الذين وصلوا الي نفس عمره ويكونوا معطائين لمن حولهم بنفس راضية قنوعة غير ساخطة ؟!
يعملوا الى وقت متأخر جدا من الليل مقارنة لصحته وقوته البدنية في ذلك العمر ؟!
مراعيا حالة المراجعين والمرضى
ويدعوا لهم بالتصبر والشفاء !
أين أبناء ذلك الرجل أو أحفاده أو أبناء الجيران ؟! هل من أحد يأخذ منه ذلك العلم وأسراره الشعبية
ويتدرب ويتمرس تحت يديه ليكمل مسيرته في خدمة المراجعين ؟!
نسأل العلى القدير أن يشافي مرضى المسلمين وأن يمد لمجبرنا العتيبي بالصحة والعافية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق